عمران خان

وجَّهت الشرطة الباكستانيَّة تهمة إلى عمران خان، أحد رموز المعارضة، في إطار قانون مكافحة الإرهاب، وذلك في أعقاب أوَّل ظهور علني له بعد إعلان قانون الطوارىء في البلاد في الثالث من الشهر الجاري.

ولم تدلِ الشرطة بأي تفاصيل إضافية بخصوص التهمة الموجَّهة ضد خان، ولكن أحد المسؤولين قال إنَّ خان قد قام "بزعزعة السلم" من خلال حضور مظاهرة طلاَّبية ضد الرئيس برفيز مشرَّف.

وكانت الشرطة قد اتَّهمت خان في وقت سابق بنشر الكراهيَّة والتشجيع على العصيان المدني في البلاد.

تظاهرة طلابية لست ديكتاتورا، أنا أريد الديمقراطية
الرئيس الباكستاني برفيز مشرَّف
وقد أُلقي القبض على زعيم حزب طريق الإنصاف المعارض ونجم الكريكيت السابق في أعقاب توجُّهه لجامعة البنجاب في مدينة لاهور لقيادة تظاهرة طلابية ضد مشرف الذي قال إنه يتعيَّن عدم إجراء مفاوضات معه.

وقال مصدر في الشرطة إنها قررت وضع خان مجددا قيد الإقامة الجبرية بعد اختفائه منذ إعلان حالة الطوارئ.

وأكد خان في تصريحات بالهاتف أنه اعتقل بعد وصوله إلى الجامعة المذكورة وقال: "الديكتاتور مشرف وأعماله غير شرعية".

واتُهم طلبة من أنصار حزب الجماعة الاسلامية بالتآمر مع الشرطة للقبض على خان بسرعة قبل الإدلاء بأي تصريحات للطلبة أو وسائل الإعلام.

توتُّر في لاهور
لكنه أكد انه حقق هدفه بإطلاق حركة مظاهرات الطلبة في لاهور، وقال خان لـ بي بي سي إنه أراد أن ينضم الطلبة لحركة المعارضة إلى جانب السياسيين والمحامين.

أعلن مشرَّف أنَّه سوف يتخلَّى عن قيادة الجيش في نهاية الشهر الحالي
ومازال التوتر يخيم على لاهور التي تعد العاصمة الثقافية لباكستان حيث مازالت زعيمة حزب الشعب بينظير بوتو خاضعة للاقامة الجبرية.

وكان مشرَّف قد أعلن يوم أمس الأربعاء أنَّه سوف يتخلَّى عن قيادة الجيش في نهاية الشهر الحالي.

وقال الرئيس الباكستاني برفيز مشرف إنه فكر في الاستقالة من منصبه وأعرب في مقابلة مع شبكة سكاي التلفزيونية عن أسفه لعدم تقدير "إنجازاته" في الداخل والخارج.

وأكد مشرف أنه يمكن إجراء الانتخابات البرلمانية في ظل قانون الطواري، وأضاف: "لست ديكتاتورا، أنا أريد الديمقراطية."

خذلان غربي
وقال إنَّه يشعر حاليا بأنه الرجل الذي قاد باكستان إلى الديمقراطية لكن الغرب قد خذله.

وقال إنه يريد طريقة لضمان أن تجلب استقالته الاستقرار في باكستان وتجنيب انزلاق البلاد في حالة من الفوضى وقال عندها سيكون ذلك أفضل وقت ليقدم استقالته.

نحن مستعدون لتنحية خلافاتنا مع حزب الشعب الباكستاني جانبا
رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف
وقال: "يجب نسيان الماضي وأن يعمل الجميع من أجل مصلحة باكستان". واكد أنه اضطر لفرض حالة الطوارئ لمواجهة ما أسماه بخطر التطرف الإسلامي.

من جهة أخرى، حاولت أحزاب المعارضة تشكيل جبهة موحدة الأربعاء لمواجهة مشرف الذي أصر على أن حالة الطوارئ التي أعلنها كانت ضرورية لضمان نزاهة الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وقال رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف: "نحن مستعدون لتنحية خلافاتنا مع حزب الشعب الباكستاني جانبا".

اتِّصالات بوتو
وكانت زعيمة حزب الشعب الباكستاني، رئيسة الوزراء السابقة بنظير بوتو، قد أجرت اتصالات مع من كانوا يعتبرون من خصومها السياسيين مثل حزب الرابطة الإسلامية وزعيمها قاضي حسين أحمد وعمران خان.

وقال أحد مساعدي بوتو، لطيف خوسة، "إنها تحاول توحيد جميع الأحزاب السياسية على برنامج الحد الأدنى للعودة بالبلاد الى الديموقراطية الحقيقية".

وتفرض الشرطة طوقا أمنيا حول منزل بوتو حيث استمرت المواجهات والاعتقالات في صفوف أنصارها، إذ تحول بعض احتجاجاتهم إلى أعمال عنف أحرقت فيها سيارات.

وكانت بوتو قد دعت أمس مشرف إلى التنحي عن السلطة وقالت إن الوضع سيتدهور في البلاد إذا استمر في منصبه.

حل البرلمان بعض الاحتجاجات في لاهور تحولت لاعمال عنف
من جهة أخرى، أعلن نائب وزير الإعلام، طارق عظيم، إنه سيتم اليوم الخميس حل البرلمان بعد انتهاء ولايته وذلك تمهيدا لإجراء الانتخابات البرلمانية قبل التاسع من يناير/كانون الثاني المقبل بحسب ما وعد مشرف.

وأكد عظيم أنذَ حكومة انتقالية ستؤدي اليمين الدستورية الجمعة لتدير شؤون البلاد حتى إجراء الانتخابات.

وقال المسؤول إنه سيتم اليوم على الأرجح إعلان اسم رئيس الحكومة الانتقالية، وقال عظيم إنها ستكون لحظة تاريخية حيث اكمل البرلمان ولايته ومدتها خمس سنوات للمرة الاولى منذ 22 عاما.

زيارة نيغروبونتي
على صعيد الضغوط الدولية أعلن البيت الأبيض أنه سيوفد جون نيغروبونتي، نائب وزيرة الخارجية الأمريكية، إلى باكستان لحث مشرف على إلغاء حالة الطوارئ.

كما يلتقي نيغروبونتي عددا من كبار المسؤولين الباكستانيين نهاية هذا الأسبوع لبحث هذا الموضوع.

وكانت دول الكومنولث قد أملهت باكستان حتى 22 نوفمبر/تشرين الثاين الجاري لرفع حالة الطوارئ وإلا سيتم تعليق عضويتها في الرابطة.