مبعوث الامم المتحدة

يأمل (باولو سيرجيو بينيرو) الخاص لحقوق الانسان الذي يزور بورما حاليا بالالتقاء بالسجناء السياسيين القابعين في سجون البلاد في اليوم الاخير من زيارته.

يذكر ان زيارة بينيرو لبورما، والتي تستغرق خمسة ايام، تهدف الى التحقيق في القمع الدموي الذي مارسته السلطات العسكرية بحق المحتجين منذ شهرين.

وقال مسؤولون إن المبعوث الاممي يرغب في مقابلة المحتجزين في سجن (إنسين) في رانغون الذي كان قد زاره يوم الاثنين الماضي.

وكان بينيرو قد التقى بكبار المسؤولين البورميين في العاصمة الجديدة (نايبيداو).

وجاء في بيان اصدرته الامم المتحدة ان المبعوث عقد اجتماعين مع وزيري الخارجية والاعلام طالبهما فيهما باتاحة الفرصة له لمقابلة عدد اكبر من المحتجزين.

وجاء في البيان: "بينما عبر المبعوث الخاص عن شكره للسلطات البورمية لاتاحتها الفرصة له للالتقاء بعدد كبير من الموظفين الحكوميين، جدد المبعوث طلبه للسلطات بالسماح له بقدر اكبر من الحرية لمقابلة المزيد من الشخصيات غير الحكومية."

اعتقالات
يذكر ان الزيارة الحالية هي اول زيارة يقوم بها بينيرو الى بورما منذ عام 2003. وكان سماح الحكومة العسكرية له بالعودة الى البلاد يعتبر تنازلا للمجتمع الدولي الذي انتقد بشدة طريقة تعاملها مع الاحتجاجات.

ويصر الجيش البورمي على ان عدد القتلى الذين سقطوا نتيجة قمعه للاحتجاجات لم يتعد الـ 10، الا ان الدبلوماسيين يخشون ان يكون العدد اعلى بكثير. ويعتقد ان المئات اعتقلوا في اعقاب التظاهرات التي شهدتها مدن البلاد.

وتقول تقارير إن المزيد من المعارضين اعتقلوا في الايام الاخيرة، فعلى سبيل المثال، اعتقلت المعارضة البارزة (سو سو نواي) لقيامها بتوزيع المناشير كما اعتقل ثلاثة معارضين آخرين يوم امس الاربعاء.

ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن (تشارلز بيتري) ممثل الامم المتحدة في بورما قوله إن بينيرو احيط علما باعتقال (سوسو)، وانه عبر عن امتعاضه الشديد لذلك.

هذا ويختلف الدبلوماسيون حول فعالية الضغوط التي يمارسها المجتمع الدولي في اجبار النظام العسكري البورمي على تغيير نهجه.

فمن جهة، اخبر المبعوث الاممي الخاص ابراهيم غمباري مجلس الامن بأن زيارته الاخيرة لبورما قد حققت "نتائج ايجابية."

وقال غمباري إنه متفائل ببدء حوار بين السلطات البورمية والحركة المطالبة بالديمقراطية.

ولكن من جهة اخرى، يشعر الكثيرون بالاحباط ازاء تردي الاوضاع في بورما. فالمندوب الامريكي لدى المنظمة الدولية زلماي خليلزاد يقول إنه لا يرى "اي تغيير جوهري في موقف النظام ازاء المصالحة والتحول الى الديمقراطية."