بنفيكا البرتغالي : حكاية النسور مع التألق الأوروبي .. 1904 البداية والستينات عصرهم الذهبي
عندما تقفز كرة القدم البرتغالية للذاكرة لابد من تذكرالغريمين التقليديين ناديي " بنفيكا " , " بورتو ", وعندما نسترد تاريخ نادي بنفيكا لا يمكن أن نغفل موهبة فذة بحجم الفـهـد الأسود " ايزيبيو " فالأسمان ارتبطا ببعضهما البعض ارتباطـاً وثيقـاً , فـ ( ايزيبيو ) كان أحد العوامل في المرحلة الذهبية التي عاشها " بينفيكا " محليـاًّ واوروبيـاً .وعندما تقلب صفحات 100 عـام من تاريخ " بنفيكا " العريق لابد أن تتوقف بحسرة وألـم, وتتسائل عن سنوات الغياب عن الألقاب, وهو النادي الذي يحمل في سجله اكثر من 55 لقبا محليا ولقبين اوروبيين.
نبذة مختصرة
بنفيكا (بالبرتغالية: Sport Lisboa e Benfica) هو نادي رياضي من لشبونة عاصمة البرتغال و أكبر مدنها.والتي تقع في محافظة لشبونة في وسط البلاد على ساحل المحيط الأطلسي. يبلغ عدد سكان لشبونة المدينة حوالي 564000 نسمة. وقد فتحها المسلمون بقيادة موسى بن نصير عام (714م)، وصارت قاعدة من قواعد الأندلس. نزلها المجوس النورمانديون في عهد الأمير عبدالرحمن الأوسط، واستولوا على بسيطها، وجعلوها مركزا لغاراتهم على قرمونة، وإشبيلية، ومورور، استنجد عبدالرحمن بوالي الثغر الأعلى موسى بن قسى، وكان له الفضل في التغلب على المجوس وطردهم من الإقليم. ولما سقطت الخلافة القرطبية، وقامت دويلات الطوائف أصبحت لشبونة من ممتلكات المتوكل بن الأفطس، الذى ولي عليها أبا محمد بن هود. سقطت لشبونة في أيدى البرتغاليين في أواخر أيام المرابطين بالأندلس. وكانت لشبونة في العصر الإسلامى مدينة شديدة الحصانة منيعة، وكان يحيط بها سور، وبداخلها قصبة (حصن أو قلعة)، وينفتح في سورها خمسة أبواب: بابها الغربي قد عقدت عليه حنايا فوق حنايا على عمد من رخام مثبتة على حجارة من رخام، وكان أكبر أبوابها وأهمها، وباب آخر عرف بالخوخة، ولها كذلك باب قبلي يسمى باب البحر، وكان ينفتح في سورها الشرقي بابان: أحدهما باب الحمة نسبة إلى عين ماء للاستحمام والاستشفاء، أما الباب الآخر فيعرف بباب المقبرة، ويرجع الفضل للمغامرين المسلمين في اكتشاف المحيط الأطلسي المتمثل في رحلات البحث والاستكشاف التي كانت تخرج من لشبونة.
تاريخ التأسيس:
تأسس النادي في عام 1904 بعد دمج فريقي نادي لشبونة مع نادي بنفيكا السابق. يلقب المعجبين ناديهم بنفيكا "Glorioso" بمعنى "المجيد". يعد نادي بنفيكا مع نادي سبورتينغ ونادي بورتو أقوى ثلاثة أندية في البرتغال. ويملك نادي بنفيكا أكبر قاعدة جماهيرية لأندية البرتغال، كما أن له أكبر عدد من المشجعين خارجها
نشاطات النادي :
إلى جانب كرة القدم، يمارس النادي العديد من الألعاب الأخرى منها: كرة السلة، الهوكي، كرة القدم داخل الصالات، الكرة الطائرة، كرة اليد، كرة الماء، الرغبي، الدراجات الهوائية، وألعاب القوى. وقد حصل على 10 بطولات دولية في هذه الرياضات.
بطولات الفريق:
* الكأس اللاتيني: 1950
* الفوز بدوري أبطال أروبا للأنديه أبطال الدوري مرتين : 1962، 1961
* الدوري البرتغالي : 2005، 1994، 1991، 1989، 1987، 1984، 1983، 1981، 1977، 1976، 1975، 1973، 1972، 1971، 1969، 1968، 1967، 1965، 1964، 1963، 1961، 1960، 1957، 1955، 1950، 1945، 1943، 1942، 1938، 1937، 1936، 1935، 1931، 1930
* كأس البرتغال: 2004، 1996، 1993، 1987، 1986، 1985، 1983، 1981، 1980، 1972، 1970، 1969، 1964، 1962، 1959، 1957، 1955، 1953، 1952، 1951، 1949، 1944، 1943، 1940
* كأس السوبر البرتغالي: 2005، 1989، 1985، 1981
تاريخ طويل مع الألقاب
بين عام 1904 ( وهو تاريخ تأسيس النادي ) , وعام 1936 ( وهو تاريخ احراز أول ألقابه الكروية ) كانت هناك رحلة عمل وجهد دؤوب ونحت في الصخور لتـكـتمل ملامح هذا النادي الذي أصبح أشهر النوادي البرتغالية.فأول رئيس نادي ( خوسيه روسا رودريغز ) لم يضيع الوقت بل كان يعمل على بناء فريق على أسس صحيحة ليكون واحداً من الأندية الشهيرة في اوروبا . بعد 32 عام من تأسيس النادي وتحديدا عام 1936م, وبعد 5 سنوات من الانـطـلاقـة الرسيمة للدوري البرتغالي كان لــ ( بـنفيكا ) إحراز أول ألقابه المحلية بعد أن كان بطلاً لعدة بطولات محلية وفي لشبونة. بعد سيطرة شبه مـطلقة على ألقاب الثلاثينات والأربعينات وإلى حد الخمسينات على الألقاب المحلية " الدوري "+" الكأس " جاءت الستينات لتكرس ( بـنـفـيـكـا ) كأقوى الفرق البرتغالية فمع حلول عام 1960م, كانت خزانة الألقاب بنادي ( بـنفـيكـا ) تعج بـ 23 لـقـب محليا، منها 10 بطولة الدوري، وعندها بدأت طموحاته تجتاح البطولات الاوروبية لاسيما أنه يمتلك الكثير من المواهب. فكان أبرزها النجم ’ الموزمبيقي ’ الأصل " ايزيبيو " الذي قاد ( بنفيكا )لانتصارات محلية مشهودة وأخرى اوروبية مدوية. ومع " اوزبيو" كانت مجموعة ( بنفيكا ) تضم الكثير من النجوم الكبار مثل : ( أغواس و وجيرمانو و سيموس و وكولونا و كوستا و كافيم وبيريرا و ... ) وتحت قيادة المدرب المجري " بيللاغوتمان " حقق ( بـنـفـيـكـا ) أول ألقابه الاوروبية عام 1961م, دخل فريق بنفيكا بطولة دوري أبطال أوروبا موسم 1961 / 1962 بعد ان حقق المركز الثاني في البطولة التي سبقتها والتي خرج منها بخسارة في المباراة النهائـية من الفريق الإسباني برشلونة بـ 3 /0 وبذلك يكون قـد دخل هذه البطولة وهو يطـمح للقب الذي خسره ففي أول مباراة له بالبطولة كانت أمام فريق هارتس الإسكوتنلندي وإستطاع بنفيكا التغلب عليه في الذهاب والإياب وبنتيجة إجمالية 5 / 1 وبعـدها تأهل للدور الـ 16 ليقابل فريق أوجبـيست المجري وكذلك هزمه في مباراة الذهاب ومبارة الإياب بنتيجة إجمالها 7 / 4 وواصل إنتصاراته في البطولة وهزم فريق ارثيس الدنماركي في الدور ربع النهائي من البطولة وهزم فريق رابيد فيينا النمساوي في نصف النهائي ليصل للمباراة النهائية ويقابل فريق برشلونة الإسباني في مباراة صعبة وكان بنفيكا يريد رد الإعتبار من برشلونة لانه خسر منه في البطولة السابقة ودخل بنفيكا المباراة بقيادة المدرب بيلا غوتمان وبتشكيلة مكون من : Costa Pereira, Mario Joao, Angelo Martins, José Neto, Germano, Fernando Cruz, José Augusto, Joaquim Santana, José Águas,Mário Coluna, Domiciano Cávem.
وفي بداية اللقاء تقدم فريق برشلونة بهدف وتعادل بعدها بنفيكا وتقدم لينتهي الشوط الأول من المباراة بالتعادل بين الفريقين بنتيجة 1 / 1 وفي الشوط الثاني إستطاع فريق بنفيكا ان يتقدم على برشلونة بنتيجة 3 / 1 ولكن بنفيكا قلص الفارق في الشوط الثاني وسجل هدف في الدقيقة 75 وبعدها إستمرت المباراة بدون أهداف لتنتهي المباراة بفوز بنفيكا بـ 3 / 2 وبذلك إستطاع بنفيكا الفوز بالبطولة للمرة الأولى في تاريخ الفريق وقد كان بنفيكا هو أول فريق برتغالي يفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا.
وبعد ان انهى بنفيكا دوري الأبطال في الموسم الماضي باللقب دخل بنفيكا هذه البطولة وهو بطل أغلى بطولة أوروبية للأندية ودخل هذه البطولة كما كان في سابقتها يهزم كل من يقف في طريقه وكان عينه هذا الموسم كذلك على اللقب الذي يريد ان يحتف به وكان فريق بنفيكا هو أقوى الفرق المرشحة للفوز باللقب في هذا الموسم لما يملكه من نجوم بارزين من أفضل النجوم العالميين كأوزيبيو فتأهل بنفيكا للدور الـ 16 من البطولة مباشرة دون خوض الدور السابق وذلك لأنه بطل البطولة السابقة وبذلك فهو يتأهل مباشرة للدور الـ 16 وفي دور الـ 16 قابل بنفيكا فريق فيينا النمساوي وإستطاع إقصاءه من البطولة بنتيجة كان إجمالها من مباراة الذهاب والإياب 6 / 2 ليصل للدور ربع النهائي ويقصي فيه الفريق الألماني نورنبيرج بنتيجة 7 / 3 , وفي الدور نصف النهائي واصل بنفيكا هزائمه الكبيرة وهزم كذلك فريق توتنهام الإنجلينزي بنتيجة إجمالها 4 / 3 ليصل بنفيكا للمباراة النهائية من البطولة للمرة الثالثة على التواليولكنه هذه المرة قابل فريق القرن في أوروبا فريق ريال مدريد الإسباني ودخل بنفيكا المباراة كذلك بقيادة المدرب بيلا غوتمان وبتشكيلة مكون من :Costa Pereira; Mario João, Germano, Angelo Martins; Domiciano Cávem, Fernando Cruz; José Augusto, Eusébio, José Aguas, Mário Coluna, António Simões
فالشوط الأول من المباراة إنتهى بالتعادل بين الفريقين وذلك بعد ان تقدم ريال مدريد بهدفين ليتعادل بعدها بنفيكا وتصبح النتيجة 2/ 2 وفي الشوط الثاني واصل فريق ريال مدريد تقدمه لتصبح النتيجة 3 / 2 ولكن بنفيكا عاد للمباراة وإستطاع التعادل وإحراز كذلك هدفين التقدم لتنتهي المباراة بعدها بنتيجة 5 / 3 لصالح فريق بنفيكا الكبير والعريق وبذلك يذهب اللقب لبنفيكا للمرة الثانية على التوالي وفي تاريخ الفريق وبذلك يكون فريق بنفيكا قد إستطاع تحقيق الإنجاز التاريخي له وذلك بفوزه مرتين بالبطولة الغالية في أوروبا وهي دوري أبطال أوروبا ويصبح نادي بنفيكا أول نادي برتغالي يحقق البطولة ويحقق الإنجاز الكبير
وفي عام 1963, كاد " اوزبيو" ورفاقه أن يكرّروا الانجاز الثالث على التوالي، ولكنهم خسروا أمام النادي الايطالي " ميلان " بهدفين لهدف في النهائي الذي أقيم في أستاد ويمبلي بلندن. ويبدو أن الأندية الايطالية وقفت أمام طموحات ( بـنفـيكـا )فقد خسر نهائي دوري أبطال اوروبا أمام فريق الانتر عام 1965م بنتيجة 3/1 ، ونال هدافه توريس لقب هداف البطولة برصيد 9 أهداف . وبعد غياب سنتين عن الألقاب الاوربية عاد ( بـنفـيكـا )في عام 1968م من جديد، وليواجه في النهائي الفريق الإنجليزي " MAN UTD " ولكن فشل للمرة الثالثة في استعادة اللقب المفقود إذ خسر بنتيجة 4/1, واكتفى نجمهة " ايزيبيو " بالفوز بهداف البطولة برصيد 6 أهداف. وبعد اعتزال معظم نجوم الفريق الكبار, غاب الفريق عن المنصات الاوروبية واكتفى بالألقاب المحلية التي ضمدت جراحه إلى حدٍّ ما .
في الثمانينات، استلم الفريق المدرب " زفن اريكسون " ( مدرب إنجلترا) مهام التدريب ومع نخبة مميزة من اللاعبين عاد ( بـنفـيكـا ) لإيقاع البطولات والألقاب المحلية والاوروبية، ولاستعادة ذاكرة المنافسات الأوروبية .ومع المدرب " اريكسون " والنجوم المميزون أمثال ( شالانا و وموزير و وروي أغواس و ألفارو ماغالايس و باولو سوزا و الحارس البـارع " البلجيكي ميشال برودوم " ) أحرز ( بـنفـيكـا ) لقب الدوري البرتغالـي ست مرات وكأس البرتغال أربع مرات . وعلى الصعيد الاوروبي استطاع ( بـنفـيكـا ) عام 1983 بلوغ المباراة النهائية من كأس الإتحاد الاوروبي ( Uefa Cup ) ولكنه لم يفز باللقب لخسارته أما فريق اندرلخت البلجيكي .وبعد عشرين عاما من الغياب في نهائي دوري أبطال اوروبا، عاد ( بـنفـيكـا ) من جديد وذلك عام 1988م، عندما قابل في أرضية ملعب نيكرشتايدون بشتوتغارت فريق اندهوفين ولكنه خسر منه بضربات الجزاء 6/5 بعد التعادل السلبي... وكان هدافه " أغواس " أحد هدافين البطولة بـ 4 أهداف . وبعد ذلك بعامين 1990م، واجه ( بـنفـيكـا ) في المباراة النهائية لدوري أبطال اوروبا فريق ميلان الايطالي, ليخسر منه بهدف مقابل لا شيء، وليستمر الغياب الاوروبي إلى وقتنا الحـاضـر .