إطلالة علي النجوم ( محمد عبد الوهاب ) الغائب الحاضر

( محمد عبد الوهاب ) الغائب الحاضر . رحل عن دنيانا وسكن قلوبنا


محمد عبد الوهاب ( الغائب الحاضر )

يداعب الكرة بيسراه فتطيعه وتساعده علي تنفيذ كل المهارات من ( رفع عرضيات و إطلاق تسديدات وإحراز أهداف ) . لديه قدر كبير من المهارة الفطرية التي مكنته من إحتلال الجبهة اليسري في المنتخب والأهلي رغم وجود أسماء أكبر منه في السن والتجربة . حقق مع المنتخب كأس الأمم الأفريقية وكان له دورا كبيرا جدا في هذا . حقق مع الأهلي عديد البطولات وأصبح الظهير الأيسر الأساسي له . لاعب إجتمع الناس علي حبه وتقديره لأخلاقه العالية وإحترامه لنفسه وللأخرين ولمهارته الفطرية . هو اللاعب الذي أصاب جميع المصريين بحالة من الحزن الشديد بعدما علمت بنبأ وفاته أثناء إحدي التدريبات الصباحية للفريق ولم يصدق الكثيرون أنفسهم حينها . هو محمد محمد عبد الوهاب السيد معشوق جمهور الكرة في الوطن العربي بصفة عامة ومصر بصفة خاصة . ولد محمد يوم 1 أكتوبر لعام 1983 في إحدي قري محافظة الفيوم




كان نادي الألمونيوم شاهدا علي بداية بزوغ نجم الراحل الفذ حيث لعب عبد الوهاب داخل صفوف الفريق القابع في نجع حمادي في أولي خطواته مع الكرة وكان وقتها الفريق ضمن أندية دوري الدرجة الثانية وذلك عام 2001 . وندين جميعا بالفضل للكابتن حسن شحاته الذي شاهد اللاعب فقرر ضمه لمنتخب الشباب الذي يستعد للعب مباريات كأس العالم للشباب التي أقيمت بالإمارات وذلك بعدما تمكن المنتخب من الفوز بكأس الأمم الأفريقية التي أقيمت ببوركينا فاسو .
وبدأ الفريق مبارياته باللعب أمام كولومبيا وإنتهي اللقاء بالتعادل 0/0 , وفي ثاني اللقاءات تمكن الفريق المصري بقياة المهاجم الصاعد بسرعة الصاروخ عماد متعب من الفوز علي إنجلترا 1/0 قبل أن يخسر من اليابان 0/1 في أخر اللقاءات وصعد المنتخب للدور التالي كأحد أفضل أربع ثواني .
وإصطدم المنتخب في دور ال 16 براقصي التانجو ولعب أمامه مباراة العمر لهذا الجيل من اللاعبين . تقدم كافيناجي في الدقيقة 26 للتانجو قبل أن يتعادل رضا متولي ( لاعب الترسانة الحالي ) للمنتخب الوطني . وينتهي الوقت الأصلي بالتعادل السلبي بعد أداء أكثر من ممتاز من الفريق المصري وفي الوقت الإضافي خطف كافيناجي لمنتخب بلاده هدف الصعود وسط حزن مصري ممزوج بالرضا بعدما بذل الجمع قصاري جهده .




وبعد هذه البطولة تعاقد نادي الظفرة الإماراتي مع محمد عبد الوهاب لتدعيم صفوف فريقه أملا في العودة السريعة للدوري الممتاز بعدما كان قد هبط في ذات العام لدوري الدرجة الثانية . ولكن عبد الوهاب لم يلعب مع هذا الفريق بعدما أعاره لنادي إنبي ولعب معه لمدة موسم قبل أن يستعيره الأهلي في العام التالي مباشرة لتبدأ قصة أخري وحكاية مختلفة في حياة العظيم محمد عبد الوهاب . وحين لعب مع إنبي إحتل الفريق البترولي المركز السادس في الدوري ويبقي لقاء إنبي وحرس الحدود عالقا بأذهان المتابعين حيث أنه لقاء قمة الصاعدين كما إعتاد النقاد أن يطلقوا عليه فكلاهما يتنافس مع الأخر علي أفضل مكان ممكن في الدوري وأقيم لقاء الدور الثاني يوم الجمعة الموافق 7 مايو 2004 و كان إنبي هو الفريق المستضيف ولكن عبد الحميد بسيوني باغت إنبي بهدف في الدقيقة 23 من عمر اللقاء قبل أن يتعادل هاني عبد الله لفريقه في الدقيقة 38 من عمر اللقاء . وفي الوقت الذي يتأهب فيه الجميع لإنطلاق صافرة الحكم معلنة عن تعادل الفريقين إذ بعبد الوهاب يخرج من الفانوس السحري لطه بصري ويحرز له هدف الفوز في الدقيقة 90 من عمر اللقاء وسط فرحة غامرة .
وفي بداية موسم 2004 / 2005 إنضم عبد الوهاب للأهلي علي سبيل الإعارة من نادية الأصلي الظفرة الإماراتي وهو الموسم الذي بدأ فيه جوزيه إعادة الألقاب للفريق الذي كان يعاني في السنوات السابقة من حالة كبوة ولكنه سرعان ما عاد لطريق الفوز والأرقام القياسية مرة أخري ففاز الأهلي في هذا الموسم بالدوري العام بفارق خيالي عن أقرب منافسيه وصل إلي 31 نقطة عن إنبي صاحب المركز الثاني و 38 نقطة عن الزمالك صاحب المركز السادس في ذلك الوقت



ولعب عبد الوهاب أول مباراة رسمية له مع منتخب مصر في يوم 6 يونيو لعام 2004 حيث لعب ضد منتخب السودان في أولي لقاءات تصفيات كأس العالم 2006 . وفاز حينها المنتخب بثلاثية نظيفة أحرز منها عبد الوهاب الهدف الثالث بعدما تقدم بمهارة من الجانب الأيسر وركن الكرة داخل الشباك بثقة كبيرة والعجيب أن هذا الهدف هو أخر هدف لمنتخب مصر في مباراة خارجية رسمية يحقق فيها الفوز وكان بتوقيع نجمنا الكبير . وإعتمد عليه تارديللي بصورة أساسية في حين عاني مع الأهلي من قلة المشاركة كأساسي . وبعد إخفاقه الشديد مع المنتخب في التصفيات إنتهي عصر تارديللي وبدأ عصر حسن شحاته مع المنتخب فبدأ الإستعداد لكأس الأمم الأفريقية وإعتبار بقية لقاءات التصفيات المؤهلة لكأس العالم إستعدادية لهذا الحدث بعدما تناقصت الفرص خاصة بعد الهزيمة من كوت ديفوار بالإسكندرية والتعادل مع بنين علي أرضها والخسارة من ليبيا في ليبيا . و لأنه يعرف إمكانياته فقد إعتمد شحاته عليه ووضعه في التشكيله الأساسية للمنتخب الذي لعب مباريات كأس الأمم الأفريقية والتي أقيمت في القاهرة مطلع العام الماضي .
ووضح تألق عبد الوهاب بشدة وإعتبره كل النقاد عاملا أساسيا لفوز مصر بالبطولة فإفتتح المنتخب البطولة بفوز كاسح علي ليبيا بثلاثية نظيفة بعدما صنع عبد الوهاب الهدف الأول بعرضية متقنة من ركنية قابلها ميدو برأسه وأسكنها الشباك , وبعد ذلك أضاف أبو تريكة وأحمد حسن الهدفين الأخرين لمنتخب مصر . وإنتهي اللقاء الثاني أمام المغرب بدون أهداف . وفي اللقاء الثالث لعب المنتخب المصري أمام كوت ديفوار أحد المرشحين الكبار للفوز بالكأس في لقاء حاسم لمسألة الصعود لدور الثمانية وسط جو متشائم جدا حيث توقع الجميع هزيمة للفريق المستضيف أمام الأفيال الرهيبة ولكن المنتخب المصري تمكن من الفوز 3/1 بقدمي _ متعب الذي أحرز هدفين الأول برأسه _ و أبو تريكة . و تخطي بعد ذلك المنتخب الأدوار التالية و وصل للنهائي أمام كوت ديفوار ولعب الفريقان ركلات الترجيح بعدما فشل كل اللاعبين في الوصول للمرمي ويتذكر الجميع ركلة الجزاء التي حصل عليها المنتخب في الوقت الإضافي والتي جاءت من عرضية لعبد الوهاب عادت لبركات فتدخل ضده كواسي ليحتسب مراد الدعمي ركلة جزاء للمنتخب أضاعها أحمد حسن . كما أن عبد الوهاب هو الذي أحرز ركلة هامة جدا وهي الركلة الثانية للمتخب بعدما تصدي الحضري لكرة دروجبا وركنها ببراعة داخل المرمي ليتقدم المنتخب 2/0 وبعد ذلك فاز المنتخب بالكأس الغالية .
وبعد هذه البطولة بزغ نجم عبد الوهاب بشدة وبدأ في المشاركة مع الأهلي وأحرز معه كأس السوبر الأفريقية بعد أيام من الفوز بكأس الأمم قبل أن يبدأ التسجيل مع الفريق الأحمر حيث أحرز أولي أهداف الفريق أمام الكروم في الأسبوع ال14 من الدوري في الدقيقة 7 من تسديدة مهولة وفاز الأهلي 3/0 . وفي الأسبوع ال 17 قاد عبد الوهاب الأهلي للفوز علي إنبي بهدف نظيف أحرزه في الدقيقة ال 32 من عمر اللقاء الذي أقيم يوم 9 مارس . وإختتم عبد الوهاب أهدافه مع الأهلي في دوري هذا العام في يوم 22 مايو حيث لقاء الإسماعيلي في أخر لقاءات الدوري بعدما أحرز في الدقيقة 90 رابع أهداف الفريق في الإسماعيلية ليفوز الأهلي 4/0 .
وفي الفترة ما بين الموسمين 2005 / 2006 و 2006 / 2007 إشتد الصراع بين اللاعب والظفرة الإماراتي حيث أراد عبد الوهاب البقاء في الأهلي في حين أراد الظفرة إسترجاع اللاعب المتألق بشدة والطريف أن الفريق الإماراتي كان يلعب في دوري الدرجة الثانية هناك في ذلك الوقت وكان لعبد الوهاب عام أخير في عقده مع الظفرة . وبدأ الأهلي لقاءات دور الثمانية في دوري أبطال أفريقيا ولم يشارك عبد الوهاب بعدما قام الظفرة بقيد في صفوفه فرفض الأهلي الدفع به خشية توقيع عقوبات عليه وهو ما أثر سلبيا علي مردود الفريق بشدة حيث كان اللاعب أحد أهم مفاتيح جوزيه في ذلك الوقت . وإنهزم الأهلي من الصفاقسي بملعب الطيب المهيري بهدف عصام المدراسي قبل أن يلعب لقاء الشبية بالقاهرة وهو يعاني من نقص لو لعب به أي فريق لإنهزم بنتيجة كبيرة ولكن لأنه الأهلي فقد فاز الفريق 2/0 . وفي لقاء كوتوكو بغانا تعادل الفريقان 0/0 , وفي لقاء القاهرة فاز الأهلي 4/0 في 18 دقيقة .
وفي هذ الأثناء قام اللاعب بتسجيل أغنيه للكابتن سيد عبد الحفيظ أثناء مباراة إعتزاله
والأن نعيش معا عزيزي القاريء هذه اللحظات الصعبة التي أعلم أنها ستبكي الجميع ولكن علينا ألا ننساها .

الزمان : يوم الخميس الموافق 31 أغسطس عام 2006 .
المكان : ملعب مختار التيتش .
الحدث : تدريب الفريق الأول بالنادي الأهلي .

ملحوظة ( ليلة هذا اليوم الأصعب علي النادي الأهلي تكلم عبد الوهاب بحزن شديد لوفاة زميله أحمد وحيد لاعب الترسانة الراحل وقال أنه يشعر بأن حدثا مثل هذا سيباغته . )
ذهب محمد للنادي ودخل التدريبات مع الفريق وبعد ذلك شارك في التقسيمة وهنا كل شيء توقف حين سقط اللاعب المهذب الخلوق مغشيا عليه فهرع إليه كل من في الملعب وحاول الدكتور إيهاب علي إسعافه وبعد ذلك طلب بسرعة إحضار سيارة فدخل وائل رياض بسيارته لأرض ملعب التيتش ونقل اللاعب ومعه الدكتور إيهاب والكابتن حسام البدري القائم بأعمال مدير الكرة للمستشفي وهناك لفظ عبد الوهاب ألفاظه الأخيرة وفارق دنيانا ولكنه سيظل للأبد ساكنا في قلب كل أهلاوي بل في قلب كل مصري . وفقدت الكرة المصرية واحدا من أفضل لاعبيها خلقا ومهارة .
وبعد يومين فقط شارك المنتخب المصري أمام بوروندي في أول لقاءات الفريق بالتصفيات الحالية لكأس الأمم الأفريقية وفاز 4/1 , وكم كان صعبا علي لاعبي الأهلي بل وكل لاعبي المنتخب المشاركة بعد يومين من رحيل أحد أجمل أصدقائهم ولكنها الظروف هي التي تتحكم في الجميع ولعب المنتخب وإرتدي اللاعبون شارة سوداء حدادا علي فقيدهم وفقيدنا الغالي وبعدها بأسبوع لعب الأهلي أمام الصفاقسي مباراة ضمن لقاءات دور الثمانية بدوري الأبطال و فاز الأهلي 2/1 وبعدما أحرز أبو تريكة لهدف الأول من ركلة حرة قبل الشارة السوداء وكأنه يهدي الهدف لعبد الوهاب وبكي وأبكي معه 70 مليون مصري .
وأصر اللاعبون علي الفوز بدوري الأبطال لإهدائه لعبد الوهاب بعدما إقتنصوه من رادس من فم الصفاقسي . بهدف أبو تريكة الذي لن ينسي .

وأخيرا لن ننساك أيها اللاعب المحترم الفذ الموهوب الخلوق . ونحن هنا نطلب من الجميع أن يدعو له بالرحمة في هذه الأيام المباركة . فاللهم إرحم عبد الوهاب .