اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
يقول الشيخ الغزالي رحمه الله:
اللسان من نعم الله العظيمة ولطائف صنعه الغريبة فانه صغير حجمه عظيم طاعته وجرمه اذ لا يستبين الكفر والايمان الا بشهادة اللسان وهما غاية الطاعة والعصيان....
وقد تساهل الخلق في الاحتراز عن آفاته وغوائله والحذر من مصايده وانه اعظم آلة الشيطان في استغواء الانسان"
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وارضاه: والله الذي لا اله الا هو ما شيء احوج الى طول سجن من لسان الكلام فيما لا يعنيك
مما لا شك فيه ان احسن احوالك ان تحفظ الفاظك من جميع الآفات كالغيبة والنميمة والكذب والمراء وغيرها وان نتكلم فيما هو مباح ولا ضرر عليك فيه ولا على مسلم اصلاً .. الا انك تتكلم بما انت مستغن عنه ولا حاجة به اليك فانك مضيع به زمانك ومحاسب على عمل لسانك وتستبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير... لانك لو هللت الله تعالى وذكرته وسبحته لكان خيراً لك ....فكم من كلمة يبنى بها قصر في الجنة...
|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛| الغيبة|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|
صارت فاكهة كثير من المجالس غيبة المسلمين والولوغ في اعراضهم وهو امر نهى الله عنه ونفر عباده منه بصورة كريهة تتقزز منها النفوس فقال الله عز وجل: " ولا يغتب بعضكم بعضاً ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتاً فكرهتموه " الحجرات آية 12
وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم معناها بقوله: اتدرون ما الغيبة؟؟ قالوا الله ورسوله اعلم قال: ذكرك اخاك بما يكره قيل: افرأيت ان كان في اخي ما اقول ؟؟ قال : ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه فقد بهته" اي من البهتان : الافتراء \\ رواه مسلم
فالغيبة ذكرك اخاك بما فيه مما يكره سواء كان في بدنه او في دينه او في دنياه او في نفسه او في اخلاقه او خلقه ولها صور متعددة منها ان يذكر عيوبه او يحاكي تصرفاً له على سبيل الانقاص
ويجب على من كان حاضراً في المجلس ان ينهى عن المنكر ويدافع عن اخيه المغتاب وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: من رد عن عرض اخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة" رواه احمد
*·~-.¸¸,.-~* الاحوال التي تباح فيها الغيبة*·~-.¸¸,.-~*
**التظلم اذ يقول الحق سبحانه" لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم وكان الله سميعا بصيرا"
النساء آية 148
**الاستعانة على تغير المنكر ورد العاصي الى الصواب : لقوله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكر فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان" صحيح مسلم
**تحذير المسلمين من الشر ونصحتهم
**التعريف بالشخص ان كان معروفا بلقب مذموم جاز تعريفه بذلك بنية التعريف ولو امكن بغيره كان اولى
*·~-.¸¸,.-~* آثار الغيبة*·~-.¸¸,.-~*
للغيبة آثار ضارة مهلكة ومنها:
**قسوة القلب : فالمغتاب كثير الكلام بغير ذكر الله وقاع في اعراض الناس فمن كثر كلامه بغير ذكر الله قسا قلبه كما قال تعالى"فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين" الزمر
** التعرض لسخط الله وغضبه قال صلى الله عليه وسلم: وان العبد يتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم..
**العذاب الشديد ولا سيما في القبر قال صلى الله عليه وسلم وقد مر بقبرين " انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير اما احدهما فكان لا يستبريء من بوله واما الآخر فكان يمشي بين الناس بالغيبة والنميمة " من صحيح البخاري
**عدم القدرة على القيام بالواجبات والفرائض : اذ يبدد المغتاب طاقاته في أكل لحوم الناس
**الفرقة والتمزق في المجتمع:
الامر الذي يؤدي الى شيوع الشر والفساد وطول الطريق والقطيعة والفرقة
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ربي نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا ومعاشنا