حلم الحرية
كانت ليلة هادئة في ذلك الوقت ، كانت أهدئ ليلة في حياتي كلها ، وأجمل حلم رائيته في منامي فبينما أنا على السرير أفكر في مستقبلي وخيالي يسرح بي في مواضيع شتى تشغل بال كل فتاه في عمري هذا، وإذا بالنعاس يداهمني فيزداد النعاس حتى يصبح نوما عميقا ، رأيت في ذلك المنام حلماً لن أنساه ما دام ينبض قلبي،فقد زُرع ذلك الحلم في داخل داخل قلبي وعقلي ، رأيت به حلماً يكادُ يشبه حلم يوسف في عِظَمه ، رأيتُ فلسطين قد انفك أسرها ، وقطعت أحبال الشوك التي تلتف حولها بسكين النصر ، الكل فرحٌ ومسرورٌ بهذا النصر العظيم ، الناس من كل بقاع العلم أفواجا يتزاحمون للصلاة في المسجد الأقصى ، ساجدين فيه لرب العباد شاكرينه على هذا النصر المبين ، فلأحزاب قد تلاشت والناس متحدين ، لا قتل ولا تدمير ولا كُرهٌ ولا بغضاء فقد انفتحت قلوبهم بمفتاح الحب والإسلام ،وعم السلام على كل أرجاء الوطن ، نشرات الإعلام تبث عن هذا السلام ، تنظر إلى السماء فتجد حمام السلام حاملاً في فمه غصن الزيتون محلقا به في سما ء فلسطين ، فترى الأطفال يلعبون حول بيوتهم دون خوف أو قلق ، ترى البسمة الجميلة على وجههم تسمع أصوات ضحكهم ، وترى الجرافات العربية همت بتدمير الجدار العنصري فحينها التحمت الأرض ببعضها حتى أصبحت أرضا واحده ، لاشي يفصلها عن بعضها ، اجتمع الناس وتعاونوا على زرع أشجار الزيتون واللوز والبرتقال الذي قام الاحتلال بقلعها من جذورها وهم يرددون نشيدة "موطني" ولكن سرعان ما سالت دمعاتي على خدي وأنا اتسال آهل الحرية حلمٌ ، أم هي حقيقة تختبئ وراء المستقبل.